هي أحد دروس محمد بن راشد التي تسطر بماء الذهب، فهنا نقف منصتين لنتعلم أحد الدروس المهمة في الإيجابية وتقدير الذات والآخرين، فكم ظُلمت الوظيفة الحكومية من خلال صورة نمطية متوارثة لا تعكس حقيقة ولا واقعاً، نعم فالوظيفة الحكومية هي صناعة للمستقبل وتوليد للسعادة، الوظيفة الحكومية هي إبداع وابتكار، هي قيادة وتنمية للذات وبيئة عمل رائعة، هي أمن وتنظيم وتشريع وضبط وتسهيل حياة الناس، هي محرك عجلة التنمية، هي تصميم لحياة الأجيال القادمة، هي مسار وظيفي يصل بالمجتهد المتفاني الكفء عالياً، عالياً جداً.
نعم يا سيدي نحن محظوظون لأننا نعمل في الحكومات، ولكننا كموظفين سواء حكومة الإمارات وحكومة دبي فنحن الأكثر حظاً يا سيدي لأننا نعمل تحت قيادة قائد السعادة والإيجابية، قائد الهمة العالية والتفاني والإخلاص، قائد الإنسانية وقهر المستحيلات، نعمل ونستلهم ونستزيد حكمة وخبرة ومعرفة كل يوم من قائدنا القائد القدوة.
الوظيفة الحكومية ليست روتيناً ولا تسيباً، ليست ملفات وأوراقاً وإجراءات معقدة، فحين تعمل تحت قيادة محمد بن راشد فإنك حتماً ستكون في موقع الريادة هناك عالياً في القمة، فحكومة محمد بن راشد ترسم رؤيتها لتتحول بعد ذلك إلى رؤى عالمية تسعى للحاق بها، فعلى سبيل المثال لا الحصر حين أعلن محمد بن راشد عن الحكومة الإلكترونية أصبح ذلك النهج نهجاً عالمياً، وحين بدأ العالم بالحديث عن الحكومة الإلكترونية كان محمد بن راشد قد أنجز المهمة كاملة منذ زمن وأعلن عن عهد الحكومة الذكية ثم الذكاء الاصطناعي وهكذا، والهدف دائماً كما قال سموه هو صنع الحياة وتصميم المستقبل وبناء الأوطان.
أما على المستوى الشخصي، فكم هي مؤثرة تلك الكلمات، وكم بثت في نفسي من الحماس والرغبة في المزيد من العطاء، كلمات قليلة ولكنها ثقيلة تحمل في طياتها أطناناً من الحوافز الإيجابية لكل من يخدم وطنه ومجتمعه من خلال وظيفته الحكومية التي يسعى من خلالها للإسهام في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة، هذه الوصية يجب أن يستوعبها كل موظف حكومي في العالم بأسره ليعي «من هو»، وعلى قادة العالم أيضاً التعلم من قائد الإيجابية العمل بهذا المستوى من الإخلاص والتفاني في بناء الأوطان وتقدير كل من يعمل في حكوماتهم، وأن يكون تصميم المستقبل وصناعة السعادة لشعوبهم هو الهدف الأسمى الذي يجب عليهم شحذ الهمم وتقديم القدوة في التفاني لتحقيقها.
كلمات محمد بن راشد دائماً ما تكون مخزوناً من الحكمة والخبرة وبعد النظر، تنضح بالإيجابية والتحفيز والتشجيع وليس للسلبية مكان بين حروفه، كل ذلك في إطار تعبيري متفرد تصل من خلاله الكلمة النابعة من القلب إلى القلب، تُفهم وتُستوعب فوراً ولا تنسى، فيها رسائل مباشرة وواضحة، فهذا الرجل الذي كرس حياته لخدمة الإنسانية يشارك الجميع بخبراته وعلمه وليس لديه ما يخفيه عن أحد، يريد الخير للجميع، شغفه العطاء وتحدي المستحيلات وقهرها وإسعاد الجميع وصناعة مستقبل أفضل، يعمل وينجز بصمت ثم تتكلم عنه إنجازاته وبعد ذلك يأتي دوره للتحدث ولكن إن تحدث يتحدث باختصار ووضوح وشفافية كما يجب للمعلم أن يتكلم، يعلمنا باختصار وبكلمات سلسة أسرار النجاح ويرسخ لدينا بعض القيم والمفاهيم الإيجابية ويمحي السلبي منها، حفظك الله يا سيدي.