أكد رؤساء تنفيذيون للسعادة وجودة الحياة في دوائر حكومية أن الدولة وفرت كل السبل من أجل إسعاد المتعاملين في كل الدوائر الحكومية، مؤكدين أنهم ماضون في بلورة هذا المنحى عبر مبادرات نوعية تسعد المتعامل ناهيك عن تسهيل الإجراءات التي تمكّنه من استلام معاملاته في أحسن الظروف، مشيرين في الوقت ذاته بمناسبة احتفال الدولة باليوم العالمي للسعادة أن المراكز تسهر على مدار الساعة في تسهيل الإجراءات من أجل إعطاء أرقى الخدمات للمتعاملين.
منهجيات علمية
من جانبه، قال طارق الجناحي نائب المدير التنفيذي لمركز دبي للإحصاء الرئيس التنفيذي للسعادة وجودة الحياة مما لا شك فيه بأن صناعة السعادة هي منظومة من السياسات والخطط التي تُبنى على أسس ومنهجيات علمية، وذلك من خلال تحفيز هذا العامل السيكولوجي لدى الأفراد ألا وهو السعادة من خلال مسارين رئيسيين، الأول هو تطوير نمط التفكير والإدراك وتعزيز السلوك والقيم الإيجابية وأسلوب الحياة، والثاني هو توفير عوامل خارجية لها مردود إيجابي على سد حاجات الفرد مما ترفع من مستوى رفاهيته وبالتالي تنعكس على نسبة سعادته، وكل من هذين العاملين هو مكمل للآخر ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاستناد على أحدهما دون الآخر في صناعة السعادة.
وأضاف: يتساءل الكثيرون عن أيهما يجب أن يأتي أولاً عوامل الرفاه كالحاجات الملموسة أو ثقافة السعادة ونمط التفكير وأسلوب الحياة؟ في وجهة نظري بأن جودة وإيجابية التفكير وأسلوب الحياة تأتي أولاً وكلما زاد ذلك العامل كان أثر العوامل الملموسة أكبر على سعادة الإنسان، فعلى سبيل المثال إذا ما تميز الفرد بالإيجابية والتقدير والقناعة فإن تقديره لعوامل الرفاه الملموسة المتاحة له كمستوى الدخل ومستوى المسكن ومستوى الخدمات التعليمية والصحية وغير ذلك سيكون محل تقدير وسيشعر بالسعادة نتيجة لنظرته الإيجابية وتقديره لما يملكه وينعم به.
وأشار إلى مثال آخر يؤكد أولوية القيم والسلوك الإيجابي، حيث إذا ما اتصف الفرد بصفة العطاء ومساعدة الآخرين والتراحم والتعاطف والاحترام فإن ذلك ينعكس على مستوى سعادته هو قبل الآخرين الذين لمسوا عطاءه وقيمه الإيجابية وهذا ما تؤكده الكثير من الدراسات والأبحاث السيكولوجية، هنا أيضاً تفوق عامل الثقافة والقيم والسلوك وأسلوب التفكير على عوامل الرفاه المعيشي الملموسة. أما أسلوب الحياة كممارسة الرياضة بشكل مستمر والغذاء الصحي وممارسة الشعائر الدينية والتوازن المهني والاجتماعي، فإنه أيضاً له انعكاسات مهمة للغاية على سعادة الفرد وترتبط ارتباطاً وثيقاً للغاية بالهرمونات البيولوجية المسؤولة عن السعادة.
تعزيز
بدوره أوضح المهندس حمد الظنحاني مدير مراكز إسعاد المتعاملين والرئيس التنفيذي للسعادة وجودة الحياة في برنامج الشيخ زايد للإسكان، أنهم يسعون باستمرار لتطوير لوائح البرنامج التنفيذية، ومن بينها إدخال شرائح جديدة للاستفادة من الخدمات الإسكانية بحسب حاجتهم لذلك، موضحاً أن أكبر دليل على ذلك هو إدخال شرائح مستفيدة جديدة، مثل الأيتام والمتزوجة من وافد، وكبار المواطنين، وغيرهم، حيث توجد دائماً تطويرات تعمل على تذليل أي معوقات أمام هذه الشرائح المجتمعية وغيرها.
وأضاف أن إسعاد المتعاملين وخدمتهم، هو منهج عمل لجميع المؤسسات التي تبحث عن التميز والتفرد بشكل مستمر وخدمة عملائها، مبيناً أن برنامج زايد للإسكان على وجه الخصوص، يعمل باستمرار على تطوير خدماته التي تضمن سعادة متعامليه، من خلال تطوير الإجراءات لخدمة شرائح جديدة من المتعاملين.
وقال إن معادلة إسعاد المتعاملين التي يعمل وفقها البرنامج تشمل، الموظف الفخور بتقديم خدمة متميزة، وجهة متفانية في إسعاد المتعاملين، ومتعامل إيجابي ومبادر، مشيراً إلى أنهم في البرنامج، يحاولون في كثير من الحالات الإنسانية التعامل بروح القانون فيما يخص بعض البنود واللوائح، التي قد تحد أحياناً من اتخاذ اللازم في حالات ما، قد تكون إنسانية في المقام الأول، وأنه يتم التوصية بالعمل على تعديلها إذا مثلت أي عائق أمام تقديم خدمة متميزة تستشرف سعادة المراجعين.
مبادرات نوعية
من ناحيتها قالت مريم العري المدير التنفيذي للسعادة في وزارة تطوير البنية التحتية، إن حكومة الإمارات أولت سعادة المواطنين والمقيمين اهتماماً كبيراً، كونها تعتبر أحد الأهداف الرئيسية للعمل المؤسسي في الجهات الحكومية، لافتة إلى أن الوزارة أطلقت العديد من المبادرات التي تتماشى مع توجهات القيادة الرشيدة للدولة، التي ركزت على محور إسعاد الموظفين والمتعاملين ومجتمع الإمارات من خلال إطلاق مبادرات نوعية مرتبطة باهتماماتهم.
وأضافت أن وزارة تطوير البنية التحتية أدرجت تعزيز وتكريس السعادة ضمن استراتيجيتها وعكستها ضمن سياستها وبرامجها ومبادراتها، حيث إنهم حريصون على إيجاد جو عمل مفعم بالسعادة من خلال إطلاق المبادرات ذات العلاقة، إلى جانب تعزيز مفهوم الابتكار والإبداع في العمل بين موظفيها، ما ينعكس بمجمله على متعاملي الوزارة وشركائها، الأمر الذي يدعم الإنجازات التي تصب بمجملها في تحقيق رؤية الإمارات 2021، بتصدرها مؤشرات التنافسية العالمية.